استغرق بناؤه خمسة أشهر، ويتطلب تشغيله ستة أشخاص. بعد انتهاء المراسم، وُضع الثور في ساحة المئوية، حيث احتشد الآلاف لمشاهدته وهو يتحرك والتقاط بعض الصور التذكارية.

بصفتي من سكان برمنغهام، أحرص على المشاركة في الفعاليات المميزة التي تُقام في مدينتي، لذا قمت أنا وكيلي برحلة إلى هناك لاستكشافها وقضاء يوم في جولة سياحية في مدينتنا وزيارة بعض معالمها. يبدو أنني أتمتع بشخصية ودودة، فبينما كنا نتجول، اقتربت مني سيدة عجوز.

قالت: "هل يمكنك أن تخبرني أين تقع محطة الحافلات؟"

أجبتُ:  "بالتأكيد إنها على بُعد خمس دقائق فقط على ذلك الطريق."

قالت:  "هل يمكنك أن تطلب لي سيارة أجرة؟"

 "معذرةً يا عزيزتي، لكن لا يمكن لسيارة أجرة أن تأتي إلى هنا. جميع الطرق ذات اتجاه واحد، والمسافة قصيرة جدًا بحيث لا يكلفون أنفسهم عناء الخروج." أجبت.

أجابت:  "هل يمكنك أن ترافقني إلى هناك إذن وتحمل حقيبتي؟"

لذا حملتها وهرولت بها إلى محطة الحافلات. رفضت العشرين جنيهاً التي حاولت أن تدفعها في يدي ولوّحت لها مودعةً إياها في رحلتها.

أحبّ أن أفعل الخير، وقد فعلتُ ذلك صباح ذلك اليوم عندما أسقطت طفلةٌ لعبتها، فاضطررتُ للركض خلف والديها لإعادتها إليهما (صدقوني، الركض ليس من عاداتي!). لكنّ هذا الموقف جعلني أفكّر... تلك السيدة العجوز كانت حقاً مميزة. لم تكتفِ بالجرأة على الاقتراب من رجلٍ ضخمٍ من برمنغهام، طوله ستة أقدام، وسؤاله عن الطريق، بل لم تتردد أيضاً في طلب ما تريد، رغم أن طلبها كان كبيراً نوعاً ما، ومن المرجّح أن يُرفض.

يمكننا أن نتعلم الكثير من هذه الجدة العجوز - لنسميها إيثيل. كم مرة كصاحب عمل ترددت في طلب ما تريده حقًا خوفًا من الرفض؟ كم من الصفقات فشلت في إتمامها لأنك لم تكن تعتقد أن لديك فرصة حقيقية؟

أعتقد أننا جميعًا نستطيع أن نقتدي بإيثيل. فلنبدأ بالمطالبة بالمزيد، حتى عندما يبدو الأمر مستبعدًا، وحتى عندما نعتقد أن الإجابة ستكون "لا"، فقط اسألوا. أراهن أنكم ستندهشون من عدد الموافقات التي ستحصلون عليها.

تشاد،

ملاحظة: هذا الموضوع يذكرني بمحاضرة TED شاهدتها قبل بضع سنوات، بعنوان " ما تعلمته من 100 يوم من الرفض" . أنصح بمشاهدتها.