إلا إذا كنت تعيش في عزلة تامة لعدة أسابيع، فلا بد أنك سمعت عن الحادث المؤسف الذي وقع بين جسر بالتيمور وتمثال دالي.
اصطدمت سفينة حاويات طولها 948 قدمًا بالهيكل الداعم للجسر بعد وقت قصير من إطلاقها نداء استغاثة يفيد بانقطاع التيار الكهربائي. استجابت الشرطة في غضون دقيقتين، وأغلقت الطريق أمام حركة المرور على الجسر، وأنقذت على الأرجح أرواحًا. لكن للأسف، لم تنتهِ القصة نهاية سعيدة. لم يتمكن عمال البناء الموجودون على الجسر من المغادرة في الوقت المناسب. سقط ستة منهم في الماء، ولم ينجُ سوى اثنان. إنه حادث مروع، ومع توقف عمليات البحث، يمر جميع المعنيين بفترة عصيبة.
لكن ماذا سيحدث لاحقًا؟ ماذا سيحل بجسر دالي؟ وماذا عن الحاويات؟ كيف سيتم إزالة حطام الجسر؟ هل نحن بصدد سيناريو "مُقدّر" آخر فيما يتعلق بتعطيل الشحن؟ للأسف، الإجابة ليست بسيطة. ستتدخل مجموعة من العوامل، بعضها قد يؤثر على الشحن في مناطق أخرى من العالم، وإن كان تأثيره بالتأكيد أقل من تأثير إغلاق قناة السويس.
لعدة أيام، تعذر على السفن دخول ميناء بالتيمور أو مغادرته. من بين السفن العالقة في الميناء: ثلاث سفن شحن سائبة، وناقلة سيارات، وثلاث سفن لوجستية بحرية، وسفينتان للشحن العام، وناقلة نفط ومواد كيميائية. تم فتح قناة مؤقتة صغيرة تسمح بمرور بعض القاطرات الصغيرة، وهناك خطط لفتح قنوات أعمق في الأيام القادمة. ستستغرق عملية التنظيف أسابيع، إن لم تكن شهورًا. إنها عملية معقدة نظرًا للكم الهائل من الحطام وضخامة الهيكل، فضلًا عن أن بعض الحاويات المتضررة كانت تحمل مواد خطرة موجودة الآن في الماء.
من سيدفع ثمن ذلك؟ في الغالب الحكومة الفيدرالية. ستضطر الشركة المالكة لمتحف دالي إلى دفع بعض التعويضات، لكنها استندت إلى قانون بحري قديم يعود إلى ما قبل الحرب الأهلية عام 1851، في محاولة لتحديد مسؤوليتها عند 44 مليون دولار.
ماذا عن حمولة وطاقم سفينة دالي؟ لحسن الحظ، لم يُصب الطاقم بأذى، لكنهم عالقون، وكذلك الحمولة. لا يزال الطاقم على متن السفينة، ويبدو أنهم سيبقون هناك حتى انتهاء التحقيق. لماذا؟ السبب الرئيسي هو الإجراءات الورقية. فغالباً لا يملك طاقم سفن الشحن الأوراق والتأشيرات والوثائق اللازمة للسماح لهم بالنزول.
ثم هناك السفينة وشحنتها. ماذا سيحدث لهما؟ سيُجرى تحقيق، وستقوم شركات التأمين بتقييم الأضرار، وهذا سيستغرق على الأرجح شهورًا. والنتيجة المرجحة هي اعتبار الشحنة على متن سفينة دالي "مفقودة"، وسيتم الاستيلاء على السفينة لتفكيكها.
هل هناك تأثير محتمل على الشحنات الأخرى؟ ربما، لكنه على الأرجح لن يكون كبيرًا. وبالتأكيد لن يكون بمثل تأثير حادثة "إيفر غيفن". إنه وضع مؤسف وفوضى عارمة. وتذكير هام لكل من ينقل البضائع بضرورة الحصول على تأمين جيد. لا أحد يعلم ما قد يحدث!