+44(0) 121 311 0550 info@millenniumcargo.com

لن تصدق هذا ...

خلال 38 عامًا من العمل في مجال الشحن، لم أركب سفينة إلا مرة واحدة. أعلم، يبدو الأمر غريبًا، أليس كذلك؟ خاصةً إذا فكرت في طبيعة عملي. لقد أمضيت ما يقارب أربعة عقود في نقل الحاويات حول العالم. السفن هي مصدر رزقي. لكن أن أكون على متن إحداها؟ فرصة نادرة. في الحقيقة، لا أتردد على الموانئ كثيرًا. إنها رحلة طويلة من برمنغهام، ومثل معظم أصحاب الأعمال، أكون عادةً غارقًا في رسائل البريد الإلكتروني والمكالمات الهاتفية والمشاكل التي يجب حلها والأزمات التي يجب إخمادها. أنت تعرف الروتين.

لكن في الأسبوع الماضي، بذلتُ جهدًا وقمتُ برحلة بالسيارة إلى ميناء فيليكستو. ركبتُ السيارة، ووجهتها نحو الجنوب الشرقي، وانطلقتُ. وتعرفون ماذا؟ كان هذا بالضبط ما أحتاجه. منحتني الرحلة صفاءً ذهنيًا تامًا. بضع ساعات من التفكير الهادئ – لا هواتف، لا رسائل بريد إلكتروني، لا مشتتات. أنا فقط، والطريق السريع، وموسيقى بلاك ساباث على جهاز الاستريو.

فور وصولي، توجهتُ في نزهة إلى الميناء. إن كنتَ قد زرتَه من قبل، ستعرف أنه مشهدٌ مذهل. سفنٌ ضخمة، وصفوفٌ من الحاويات، ورافعاتٌ تتحرك وتُكدّس كأنها لعبة تيتريس عملاقة. من السهل أن ننسى حقيقة ما نتعامل معه عندما نقضي معظم وقتنا خلف مكاتبنا. لكن الوقوف هناك، ومشاهدة كل ذلك على أرض الواقع، ذكّرني بالسبب الذي دفعني للعمل في مجال الشحن في المقام الأول. كما التقيتُ ببعض الوجوه القديمة - أصدقاء، وزملاء، وأصحاب أعمال آخرين. أشخاصٌ أعرفهم منذ سنوات. أشخاصٌ أثق بهم وأحترمهم. أجرينا حواراتٍ جادة. تحدثنا عما يجري في عالم الشحن. تبادلنا الأفكار، وضحكنا قليلاً، وشاركنا رؤيتنا حول مستقبل هذا المجال.

وقد أذهلني ذلك..

لا نفعل هذا بما فيه الكفاية.

لقد انغمسنا جميعاً في أجهزة الكمبيوتر المحمولة والهواتف، حتى نسينا قيمة الجلوس وجهاً لوجه مع شخص ما. لنتبادل أطراف الحديث، ونتشارك التجارب، ونتحدث ببساطة. ليس عبر اجتماعات مايكروسوفت تيمز، ولا عبر البريد الإلكتروني، بل وجهاً لوجه. صحيح أن العالم الرقمي مريح، لكن لا شيء يغني عن التواصل الحقيقي.

عدتُ بالسيارة إلى برمنغهام وأنا أشعر بنشاطٍ وحيوية، بل وإلهامٍ أيضاً. كانت لديّ بعض الأفكار الجديدة تتبلور، وشعورٌ حقيقيٌّ بالمنظور لم أشعر به منذ مدة. ذكّرني ذلك بأهمية الخروج إلى الميدان، والاطلاع على ما يجري على أرض الواقع، والتواصل مع الأشخاص الطيبين.

إليكم تذكيري البسيط لهذا الأسبوع: متى كانت آخر مرة خرجتم فيها عن روتينكم المعتاد؟ هل ركبتم السيارة، وذهبتم إلى مكان جديد، وقضيتم وقتًا مع الأشخاص الذين يفهمون عملكم حقًا؟ ربما يجدر بكم تدوين ذلك في مفكرتكم.